سن اليأس اٍسم غير دقيق

أيه هو سن اليأس عند المرأه ؟؟

ما هو مدلول و تداعيات هذا المصطلح اللى قد يراه البعض و أنا منهم به قسوه و غلظه عندما تخبر المرأه أنها قد صارت عضوه فى نادى سن اليأس اللى لا مفر منه ؟؟

و كيف نتعامل معه و هو أصلا موضوع شائك بل و ربما يكون مؤلما و موجعا لدى الكثيرات من النساء ناهيكم عن كونه مرحله جديده تماما فى حياة كل اٍمرأه ..
أشعر بالاٍطمئنان للتعربف العلمى القائل تحديدا بأن سن اليأس ما هو سوى اٍنقطاع الدوره الشهريه عند الأنثى لفتره زمنيه بتزيد عن 6 أشهر متواصله و أنه ظاهره طبيعيه بتحدث لكل نساء العالمين لما بتوصل المرأه لسن النضج الكامل لما بيكون عمرها من 45 ل 55 سنه .. مع الأخذ طبعا فى الاٍعتبار الفروقات الفرديه بين سيده و أخرى ..

سن اليأس ( و لا أوافق تماما على هذا الاٍسم ) بيبقى مرحلة بتنتقل فيه المرأه من سن الخصوبه لمرحلة عدم القدره على الاٍنجاب بكل ما يمثل هذا من صور قاتمه فى مخيلة الذكور عموما و الذكور الشرقيين خاصة و الذكور الصعايده على الأخص ..
السبب الأساسى فى فقدان المرأه لقدرتها على الاٍنجاب غالبا بيكون نفاد ( صحتها لغويا بالدال و ليس بالذال و هو خطأ شائع ) أعداد البويضات لديها و بالتالى بيتعطل المبيض و بيرفض اٍنتاج هرمون الاٍستروجين .. و بالتالى بتحدث للمرأه أعراض كتيره بتختلف قوتها و عنفها من سيده لأخرى تبعا للظروف النفسيه و الصحيه لها ..

يقال اٍن الأنثى لا تصل لسن اليأس مره واحده بشكل فجائى و لكن بشكل تدريجى .. يعنى فى الأول بتحصل لخبطه فى الدوره الشهريه فى السنه اللى بتسبق سن اليأس .. من أهم شواهد هذه اللخبطه أن تتباعد كل دوره شهريه عن اللى قبلها و اللى بعدها و غالبا بتحصل كل شهرين أو تلاته ..
الكثير من الأطباء بيعترضوا على مقولة عدم فجائية اٍنقطاع الطمث و بيقولوا أنه من الممكن جدا أن ينقطع الطمث بشكل فجائى بدون تدرج و بيكون أصلا منتظم لفترات طويله فى حياة الأنثى ..

السن مش هو لوحده السبب لحدوث ما يسمى بسن اليأس .. فيه أسباب تانيه كتيره نذكر منها على سبيل المثال :
- اٍستئصال المبيضين عن طريق التدخل الجراحى و غالبا بيكون السبب وجود أورام سرطانيه .. - توقف المبيض فى سن مبكر يعنى فى عمر أقل من 45 سنه عن اٍنتاج هرمون الاٍستروجين رغم وجود العدد الطبيعى من البويضات و السبب فى ده غالبا بيكون وجود مشاكل أحيانا معقده فى جهاز المناعه لما جسم المرأه بيكون أجسام مضاده بتهاجم المبيض و تقضى على وظائفه الطبيعيه ..

- العلاج بالمواد الكيميائيه اللى بتستعمل فى علاج السرطانات بتؤدى لتقليص نشاط المبيض شويه بشويه اٍلى أن يتوقف تماما عن العمل ..

سن اليأس له أعراض كثيره جسميه و نفسيه .. أحيانا قد تكون هذه الأعراض قاسيه على بعض النساء .. و أحيانا تمر بسهوله و سلاسه و لا تترك أى أثر نفسانى على صاحبتها ..
و أوجز أهم الأعراض فى الآتى :
- نسبه كبيره من النساء بيشعروا بسخونه و اٍرتفاع فى درجات حرارة الوجه و الرأس بصفه عامه .. و بيعرقوا بشكل مبالغ فيه و فى بعض الأحيان قد تستمر هذه الأعراض لفتره زمنيه قد تمتد ل 10 سنوات !!

- اٍختلال ملحوظ فى منظومة النوم الطبيعيه مصحوب بأعراض اٍكتئابيه و قلق مستمر و تعكر فى المزاج لأسباب قد تبدو صغيره و لا تستدعى حتى أن يلتفت لها ..

- ألم قد يكون غير محتمل عند الممارسه الجنسيه بسبب نقص هرمون الاٍستروجين و ده بيؤدى لقلة و ربما اٍنعدام الاٍفرازات المهبليه الطبيعيه اللى بتسهل حدوث العمليه الجنسيه و اللى نقصها بيسبب جفاف و ضمور فى الجدار المهبلى و ده بدوره بيؤدى لألم مضاعف ..

- بعض الاٍناث بيكون من ضمن أعراض الوصول لسن اليأس عندهم صعوبة التحكم فى البول بالذات وقت السعال .. و ده غالبا بيكون بسبب الضمور اللى بيصيب جدار المثانه و الاٍلتهابات المتكرره فى مجرى البول ..

- هشاشه العظام من أوسع الأعراض اٍنتشارا بين النساء اللى بيوصلوا لهذه المرحله من العمر بسبب قلة كثافة العظام و بتبقى عملية الهدم ضعف عملية البناء ..
و وجد أن النساء أصحاب البشره البيضاء أكثر عرضه للاٍصابه بالهشاشه عن النساء ذوات البشره السمراء .. و أن المرأه النحيله الرشيقه برضو أكثر عرضه للهشاشه من المرأه الممتلئه الجسم .. أمراض القلب و الشرايين بتزيد لما بتصل المرأه لسن اليأس لأن هرمون الاٍستروجين بيدخل فى عملية التمثيل الغذائى للدهون و بكده بيساعد على الوقايه من تصلب الشرايين و أمراض القلب فيجب الحرص و لزم التنويه ..

العرض النفسى الكامن فى أعماق المرأه لما بتوصل لهذا السن اللى فى رأيى لا يجوز أبدا أن يطلق عليه هذا الاٍسم الغير منصف هو اٍحساس المرأه بأن أولادها اللى أفنت عمرها فى خدمتهم و رعايتهم قد بدأوا فى الاٍنفصال عنها وجدانيا .. قد يكون هذا الشعور به شىء من الصحه و ده طبيعى بشكل ما لأنه من المؤكد فى هذه المرحله العمريه سيكون الأبناء و خاصة البنات قد وصلوا هم كمان لمرحله عمريه بيدأ فيها دخولهم لمرحلة الشباب بكل ما فيها من أسرار و غموض و اٍتفاقيات و تفتح على الأخر و قد لا يناسب كل هذا شعور الأم و أحاسيسها خاصة لو حطينا فى الاٍعتبار أنها أصلا بتمر بمرحله اٍنتقاليه صعبه بعض الشىء و يكفى أنه متعارف عليها باٍسم سن اليأس ..
الأم لما بينتابها هذا الشعور بيضخم لديها فكرة أنها صارت على هامش الحياه على مختلف الأصعده .. و بترى أن دور الأب قد تعاظم حتى طغى على دورها هى .. لأن الأب يظل ممسكا بمفاتيح الخزانه اللى بيظل الأولاد محتاجينها فى صغرهم و كبرهم و بالتالى بيظلوا محتاجين له .. على عكس دور الأم معاهم ..
وصول الأنثى لهذه المرحله السنيه و عدم قدرتها على الاٍنجاب لا يعنى أبدا عدم قدرتها على ممارسة الجنس و الاٍستمتاع به و اٍمتاع زوجها أيضا و اٍضفاء البهجه على كل المحيطين بها .. و ده تصحيح للفكره السائده لدى أغلب الرجال بل و النساء أيضا .. فلا يوجد ترابط مادى ملموس بين توقف الدوره و الممارسه الجنسيه ..
و المرأه بشكل طبيعى فى حاجه دائمه لاٍحساس الأمان و الطمأنينه و الموده و بيتضاعف لديها الاٍحتياج لكل ده أثناء مرورها اللى أرجو أن يكون عابرا بهذه المرحله الاٍنتقاليه المهمه فى حياتها و قد تكون العلاقه الحميمه عامل مادى مساعد و مفيد فى حصول المرأه على أحاسيس الأمان و الطمأنينه اللى هم بمثابة الماء و الهواء لأى اٍمرأه ..
ده بيستلزم تفهم كامل للموقف و طبيعته الحساسه من كل المحيطين بها و خاصة زوجها اللى لابد أن يكون متحليا بالصبر و طولة البال حتى يجتاز الجميع هذه المرحله بسلام ..
و تقبلوا تحياتى ..